الأمر بأهل في دين ، ولا سابقة في الإسلام . والله ، لو ولّوا عليكم لعملوا فيكم بعمل كسرى وقيصر » [1] . ملاحظة هامة : وقبل أن نواصل الحديث عن هذا الموضوع نسجل ملاحظة هامة على الفقرة الأخيرة في كلامه « عليه السلام » ، فإنه اعتبر أن سيرة كسرى وقيصر كانت سيرة غير إنسانية . وأنها مرفوضة جملة وتفصيلاً . . وهذا الأمر يجعلنا نقف موقف المتأمل في قول الخليفة عمر بن الخطاب عن معاوية : كلما دخل إلى الشام ونظر إليه : هذا كسرى العرب [2] . وكذا في قول عمر نفسه أيضاً : « إني تعلمت العدل من كسرى » ! ! . وذكر خشيته وسيرته ! ! [3] . فإن تعلمه للعدل من كسرى ، مع وجود نبي الإسلام ، وتعاليم القرآن ، وذكره لخشية كسرى وسيرته ، لهو أمر يثير الدهشة حقاً ! ! وأية خشية كانت لدى كسرى ؟ وأية سيرة أعجبته من سيره ؟ والنص المتقدم يدل دلالة واضحة على : أن سيرته لم تكن سيرة الحق والتقى . ولأجل
[1] الإمامة والسياسة ج 1 ص 144 وتاريخ الأمم والملوك ج 4 ص 57 . [2] الاستيعاب بهامش الإصابة ج 3 ص 396 و 397 وراجع : الإصابة ج 3 ص 434 وأسد الغابة ج 4 ص 386 والغدير ج 10 ص 226 عنهم ودلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 212 . [3] أحسن التقاسيم ص 18 .