أو « ما قوتل أصحاب الجمل والنهروان » [1] . وقد قال عدي بن حاتم : « لو غير علي دعانا إلى قتال أهل الصلاة ما أجبناه ، فإنه ما وقع بأمر قط إلا ومعه من الله برهان ، وفي يده من الله سبب » [2] . نعم ، لقد كانت حرب هؤلاء جميعاً مخاطرة كبرى ، لا يمكن الإقدام عليها لأي كان من الناس إلا لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام . ولأجل ذلك نجد أبا بكر لم يقدم على قتال أهل القبلة إلا بعد أن ادعى أنهم قد ارتدوا عن الإسلام . والسر في ذلك يرجع إلى الأمور التالية : 1 - القوة السياسية للناكثين : لقد كان على رأس الناكثين طلحة والزبير ، وهما من أهل السابقة في الإسلام . ثم أم المؤمنين عائشة ، وهي المرأة الشجاعة ، والذكية جداً ، وزوجة رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، وبنت أبي بكر . وقد وضعت الأحاديث في فضلها . وكانت تحظى برعاية وعناية خاصة - لم تكن
[1] راجع : نهج البلاغة ، بشرح عبده الخطبة رقم 89 ، وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 193 والغارات للثقفي ج 1 ص 6 و 7 و 16 وحلية الأولياء ج 4 ص 186 وج 1 ص 68 وكنز العمال ج 11 ص 285 ، ورمز له ب ( ش ، حل ، والدورقي ) والبحار ط قديم ج 8 ص 556 وط جديد ج 32 ص 316 وكشف الغمة ج 1 ص 244 والبداية والنهاية ج 7 ص 289 - 294 وترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ج 3 ص 175 وكفاية الطالب ص 180 والخصائص للنسائي ص 146 وفي شرح النهج للمعتزلي ج 7 ص 57 : إن " هذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السير ، وهي متداولة ، منقولة ، مستفيضة " . [2] الإمامة والسياسة ج 1 ص 121 وبهج الصباغة ج 4 ص 264 .