الموقف القوي والحازم والحاسم ، بعد أن يئس من رجوعهم إلى الصواب عن طريق الحجاج والمنطق . . فكانت موقعة النهروان ، التي لم يفلت منهم فيها إلا أقل من عشرة . ولم يستشهد من المسلمين إلا أقل من عشرة ، كما أخبر « عليه السلام » به . ثم كانت بعض الشراذم تخرج عليه الفينة بعد الفينة ، فكان صلوات الله عليه يقضي عليها ويسحقها بسرعة الواحدة تلو الأخرى ، وينزل بهم الضربات القاصمة التي لا فلاح بعدها ، ولم يكن ليفسح لهم المجال ليمكنوا لأنفسهم ما دام أنهم يفسدون في الأرض ، ويقتلون الأبرياء ويخيفون ويقطعون السبيل . وكانت حركاتهم تلك تتسم بالارتجال ، والسرعة ، والعنف ، وذلك لما يجدونه في نفوسهم حسبما أشار إليه الإمام الصادق « عليه السلام » . . ولما ذكرناه من طبيعة تركيبتهم عموماً ، ولغير ذلك من أمور . ونريد في هذا الفصل إلقاء نظرة على ما روي عنه « عليه السلام » من أنه هو الذي فقأ عين الفتنة ، وماذا يعني « عليه السلام » بقوله هذا . . فنقول : أنا فقأت عين الفتنة : عن أمير المؤمنين « عليه السلام » ، أنه قال : « أنا فقأت عين الفتنة ، ولم يكن ليجرؤ عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها ، واشتد كلبها » أضاف في رواية أخرى لهذا النص قوله « عليه السلام » : « لو لم أكن فيكم ما قوتل الناكثون ، ولا القاسطون ، ولا المارقون » . أو « ما قوتل فلان ، وفلان » .