مما سبق : قلنا فيما سبق : إن الخوارج كانوا يطمحون إلى تسجيل نصر حاسم على مخالفيهم ، حتى أمير المؤمنين « عليه السلام » ، حيث قد زين لهم الشيطان ، وأنفسهم الأمّارة بالسوء : على أنهم ظاهرون . . أو على الأقل كانوا يطمعون بالحصول على بعض المكاسب الدنيوية ، التي لونوها بلون الدين ، وصبغوها بصبغته . . وبإلقاء نظرة سريعة على الظروف وسير الأحداث آنذاك يتضح بشكل قاطع : كم كان أمير المؤمنين « عليه السلام » مظلوماً ، ومفترىً ومتجنّى عليه آنئذ ، ولكنه تقبل الحدث بمسؤولية ، وعالجه معالجة قاطعة ، وحاسمة ، يتجلّى فيها الحزم والثبات والحكمة . ثم إنهم بعد أن أفسدوا في الأرض ، وقتلوا الأبرياء ، كان لا بد لأمير المؤمنين ، صلوات الله وسلامه عليه ، وهو الرجل الفذ الذي لم يكن ليساوم ولا ليهادن أحداً على حساب دينه ومبدئه من أن يقف منهم ذلك