ولعل هذه الشعارات وتلك العواطف الجياشة في مثل هاتيكم المناخات كانت هي السبب في بقاء الخوارج في أصلاب الرجال - كما أخبر به علي « عليه السلام » - فكانت تظهر بصورة وبأخرى فورات تتميز بالعنف والطيش والرعونة ، ثم تخمد تحت وطأة الضغوط والظروف الموضوعية ، التي تنشأ من حالات الفعل وردات الفعل ، مما لم يكونوا يحسبون له حسابات صحيحة أو كافية لاستيعاب تداعيات الحدث الذي يثيرونه في الواقع العام . وهكذا . . فقد كانت تلك الشعارات تسقط أمام ضغط الواقع ، وتتلاشى في زحمة نزوات الأهواء ، وعثرات الميول - وينتهي الأمر بحاملي تلك الشعارات إلى أن يصبحوا - حسبما تنبأ به علي أمير المؤمنين « عليه السلام » - في نهاية الأمر لصوصا سلابين . سمات . . وحالات : وإذا أردنا أن نستعرض سمات وحالات الخوارج في النصوص التاريخية ، فسنجد - كما قد تقدم في تمهيد الكتاب : أن من هذه الصفات والحالات التي عرفوا بها : أن ألسنتهم ذليقة بالقرآن . . وأن لهم سمت وخشوع . وأنهم يحسنون القيل . ويسيئون الفعل . وأنهم يسألون كتاب الله ، وهم أعداؤه . ويدعون إلى كتاب الله ، وليسوا منه في شيء .