وذلك يوم عيد الفطر ، أو الأضحى - شك الراوي - ثم جعلوا يعرّضون له في الكلام ، ويسمعونه شتما . . ثم خرجوا إلى النهروان ، فكان هناك ما هو معلوم [1] . وبذلك يتضح : عدم صحة ما ذكره المعتزلي ، من أن الخوارج لم يرجعوا ؛ لأن علياً « عليه السلام » حاججهم بالقرآن حيث قال : « ولذلك لم يرجعوا ، والتحمت الحرب ، وإنما رجع باحتجاجه نفر منهم » [2] . فإن احتجاجه بالقرآن لا يمكن أن يكون هو السبب في عدم رجوعهم . . وقد عرفنا رجوع الألوف منهم حتى لم يبق سوى أربعة آلاف من أصل ستة وعشرين ألفاً ، أو ما يقرب من ذلك ، فهل هؤلاء « نفر منهم » على حد تعبيره ؟ . خوف الخوارج من المناشدات والإحتجاجات : وقد أصبح الخوارج يخشون تأثير ، احتجاجات ومناشدات علي « عليه السلام » لهم ، ويحذرون بعضهم بعضاً من التأثر بها . إذ إن ذلك أوجب ردهم عن الحرب أكثر من مرة . وقد جاء : أن الراسبي الخارجي قال لأصحابه : « ألقوا الرماح ، وسلوا سيوفكم من جفونها ، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء ، فترجعوا ، فوحشوا برماحهم . . » [3] .
[1] البداية والنهاية ج 7 ص 282 . [2] شرح نهج البلاغة ج 18 ص 72 . [3] المصنف للصنعاني ج 10 ص 148 وفي هامشه عن البيهقي ج 8 ص 170 وعن مسلم والبداية والنهاية ج 7 ص 291 والرياض النضرة ج 3 ص 225 وكفاية الطالب ص 177 ونزل الأبرار ص 60 عن مسلم ج 2 ص 748 و 749 ونظم درر السمطين ص 117 لكنه قال : إن ذلك هو قول علي « عليه السلام » وكنز العمال ج 11 ص 280 و 281 ( عن مسلم ج 1 ص 343 وعن عبد الرزاق وخشيش ، وأبي عوانة ، وابن أبي عاصم ، والبيهقي ) وفرائد السمطين ج 1 ص 276 .