« . . وقد ردنا بكلامه الحلو في غير موطن » [1] . وحلاوة كلامه « عليه السلام » هي فيما يجلّيه لهم من معالم الحق ، من موقع الرأفة بهم ، وحب الرشد والهداية لهم ، والخوف والخشية عليهم ، من أن تأخذهم العزة بالإثم ، نعوذ بالله ، وإليه نلجأ وبه نعتصم من الخذلان ، ومن وساوس الشيطان . تأثير المناظرات والخطب والمناشدات : وقد كان لتلك المناظرات والاحتجاجات والخطب تأثير بالغ في حقن دماء الألوف منهم ، حيث أظهرت لهم خطأهم في مواقفهم ، فرجعوا إلى الحق ، أو عرفوا أن ما يستندون إليه لا يصلح للاستناد . وقد ذكر الحارثي الإباضي : أنه بعد أن توقف القتال في صفين انفصلت عنه المحكمة ، وهم ما بين أربعة آلاف وستة وعشرين ألفاً [2] . وعن الشماخي : قيل أربعة وعشرون ألفاً [3] . وقد ذكر ابن عبد ربه : أن أمير المؤمنين « عليه السلام » ناظرهم ، فرجع ستة آلاف ، ثم ناظرهم ابن عباس فرجع منهم ألفان . وذلك قبل خروجهم إلى النهروان . وقبل تأمير الراسبي عليهم . وبقي أربعة آلاف . . وكان منهم ألفان في الكوفة يسرّون أمرهم [4] .
[1] مناقب الإمام علي بن أبي طالب « عليه السلام » لابن المغازلي ص 407 . [2] العقود الفضية ص 38 . [3] العقود الفضية ص 46 . [4] راجع : العقد الفريد ج 2 ص 388 و 389 .