وهو عمرو بن جرموز [1] . ولأجل ذلك بشره علي « عليه السلام » بالنار ، لا لأجل قتله للزبير ، وهو منهزم . . وبشارته « عليه السلام » له بذلك تأتي في سياق إخباراته « عليه السلام » عن الغيب . ولكن الأمور تأتي من قبل أم المؤمنين ليس فقط على خلاف الشرع ، وإنما على خلاف الطبيعة والسجية في أحيان كثيرة . الزبير قتل وهو منهزم : قلنا : إن الزبير قد قتل وهو منهزم ، وإن بشارته « عليه السلام » لابن جرموز بالنار ، إنما هو إخبار بالغيب عما سيؤول إليه أمره من المروق من الدين وصيرورته خارجياً ، وليس لأجل أن الزبير قد تاب وانصرف عن الحرب ، ولو كان لأجل ذلك لكان أقاده به ، ولما طلَّ دمه . وإنما قلنا : إنه قتل وهو منهزم ، استناداً إلى نصوص كثيرة ، نذكر منها ما يلي : 1 - إنه حينما ذكّر علي « عليه السلام » الزبير بقول رسول « صلى الله عليه وآله » له : « أما إنك ستحاربه ، وأنت ظالم له » . رجع الزبير إلى صفوفه ، واتهمه ولده عبد الله بالجبن وقال له : ما أراك إلا جبنت عن سيوف بني عبد المطلب ، إنها لسيوف حداد ، تحملها فتية أنجاد . فقال الزبير : ويلك ، أتهيجني على حربه ؟ ! أما إني قد حلفت ألا
[1] تلخيص الشافي ج 4 ص 145 وشرح نهج البلاغة ج 1 ص 236 وج 2 ص 168 والفصول المختارة للشيخ المفيد ص 108 و 109 .