وعلى غيره بعد ذلك في عدة مناسبات مثل حيان بن ظبيان ، ومعاذ بن جوين ، وغيرهما [1] . ويذكر المؤرخون : أن ابن عباس هو الذي خرج لقتال الخوارج بالنخيلة فاستأصلهم ، ولم يفلت من القتل إلا خمسة [2] . وذلك يوضح : أن النكسات كانت تتوالى على الخوارج على وتيرة واحدة ، وهي تظهر مدى ضعفهم وجبنهم ، وضعف إيمانهم . الخوارج بعد علي : ويلاحظ : أن الخوارج الذين كانوا مهزومين - باستمرار - مع علي ، قد حاربوا الأمويين بضراوة وعنف . واستمرت حروبهم لهم عشرات السنين . وقد أنهكت هذه الحروب الحكم الأموي ، حتى أن انشغال مروان بن محمد الجعدي بحروب الخوارج كان هو السبب في عدم تمكنه من نجدة عامله على شرق البلاد ، وهو نصر بن سيار ، وأرسل إليه : الشاهد يرى ما لا يرى الغائب . . وتلاحقت حروبهم للعباسيين بعد ذلك ردحاً من الزمن ، ثم خارت قواهم ، وتلاشت حركاتهم ، ولا تزال لهم بقايا في بعض البلاد إلى يومنا هذا . نبوءة صادقة لعلي « عليه السلام » : وإن الحالة التي انتهى إليها الخوارج ، قد أخبر عنها أمير المؤمنين ؛
[1] راجع : الكامل للمبرد ج 3 ص 196 و 136 و 236 و 238 وتاريخ ابن خلدون ج 3 ص 143 وراجع : الخوارج والشيعة ص 51 . [2] راجع : قضايا في التاريخ الإسلامي ص 81 عن الكامل في الأدب ج 3 ص 975 .