أهل الدنيا ، وأقدر على قتلهم لقتلتهم ، شدوا عليهم ، فأنا أول من شد عليهم . وعزل بسيف رسول الله « صلى الله عليه وآله » ثلاث مرات ، كل ذلك يسويه على ركبتيه من اعوجاجه . ثم شد الناس معه ؛ فقتلوهم ، فلم ينج منهم تمام عشرة » . ثم تذكر الرواية : أنهم لما لم يجدوا ذا الثدية قال : ائتوني بالبغلة ؛ فإنها هادية مهدية ، فركبها ، ثم انطلق حتى وقف على قليب الخ . . [1] . علي « عليه السلام » يدعوهم إلى حكم المصحف : وتذكر رواية جندب : أنه « عليه السلام » بعد أن ردّ قول الذين أخبروه بأنهم قد عبروا النهروان - بل في بعض الروايات : أنه « عليه السلام » كان يقسم أنهم لم يعبروه ، وأن مصارعهم دونه [2] - أخبر جندباً بأنه سوف يرسل إليهم رجلاً يقرأ المصحف ؛ فيدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه ، ولكنهم سوف يقتلونه . وأنه لن يقتل من أصحابه « عليه السلام » عشرة ، ولا ينجو منهم عشرة . قال جندب : « . . فانتهينا إلى القوم ، وهم في معسكرهم الذي كانوا فيه ، لم يبرحوا . فنادى علي في أصحابه ، فصفّهم . ثم أتى الصف من رأسه ذا إلى رأسه ذا ، مرتين . ثم قال : من يأخذ هذا المصحف ، فيمشي به إلى هؤلاء القوم ، فيدعوهم
[1] مناقب الإمام علي « عليه السلام » ، لابن المغازلي ص 413 و 414 . وفي هوامشه عن مصادر كثيرة أخرى فلتراجع ، وقاموس الرجال ج 5 ص 436 و 437 عن أبي عبيدة وشرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 282 عن أبي عبيدة . [2] راجع : مروج الذهب ج 2 ص 405 .