سياسات علي « عليه السلام » مع الخوارج : لم يكن علي « عليه السلام » ذلك الرجل الذي يريد أن تكون له السلطة والهيمنة القاهرة التي يحبس معها الناس أنفاسهم خوفاً ورعباً . بل هو يريد أن يحفظ الأمن ، وأن يربي الناس ، ويعلمهم ، ويهديهم سبيل الرشاد ، والسداد ، وأن يحكم فيهم بحكم الله سبحانه ، ويفقههم في الدين . إنه لا يريد أن يخاف الناس منه ، بل يريدهم أن يخافوا الله سبحانه . ولا يريد منهم مراعاة خواطره ، والتأقلم مع مزاجه ، بل يريدهم أن يراعوا التوجيه الإلهي ، والحكم الشرعي . وأن يحفظوا دينهم ، وأنفسهم . ولأجل ذلك ، فهو لا يخشى على ضياع شيء احتفظ به لنفسه يخاف فقده . وليس في حياته نقطة ضعف يخشى اطلاّع الناس عليها . إذن ، فلماذا لا يعطي الناس حرية الكلام ، والجهر بما يضمرونه ، والافصاح عما يفكرون به ويتصورونه ؟ ! وحتى لو كان الحاكم الإسلامي غير معصوم فلماذا يمنع الناس من مطالبته بتصحيح الخطأ ، وإعادة الأمور إلى نصابها . نعم ، وهذا هو مبدأ علي « عليه السلام » في سياساته مع الخوارج وغيرهم ، فقد