وكان ظهورهم - العلني - بعد خدعة رفع المصاحف في تلك الحرب ، من قبل جيش معاوية ، بمشورة من عمرو بن العاص ، بعد أن اتضح بما لا يقبل الشك حتمية هزيمة جيش الشام ، لو استمرت الحرب . وقد أحدثت هذه الخدعة زلزالاً في جيش علي « عليه السلام » ، حيث أدت إلى إجابة أكثر ذلك الجيش إلى حكم المصحف - على حد تعبيرهم - وبقي « عليه السلام » مع أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم في عدة يسيرة ، يواجهون تهديدات أولئك الانفصاليين بنفس المستوى أو أشد من التهديد الذي كان يواجههم به جيش أهل الشام . ولم يكن يحق له « عليه السلام » أن يلقي بهذه الصفوة إلى التهلكة ، كما ذكره « عليه السلام » في احتجاجه على الخوارج حين قال لهم : « . . وأما قولكم : إني لم أضربكم بسيفي يوم صفين ، حتى تفيئوا إلى أمر الله ، فإن الله عز وجل يقول : * ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) * [1] وكنتم عدداً ، وأنا وأهل بيتي في عدة يسيرة » [2] . تركيبة الفئة الرافضة للقتال : وعن تركيبة الفئة الرافضة لقتال أهل الشام نقول : إنه قد يكون في تلك الجماعة عناصر مدسوسة ، ترى أن من مصلحتها تحريك الحوادث في هذا الاتجاه ، أو ذاك . . وأخرى لم تستطع فهم الموقف الصحيح والرسالي له « عليه السلام » . ووقعت بالفعل تحت تأثير خدعة رفع
[1] الآية 195 من سورة البقرة . [2] بهج الصباغة ج 7 ص 146 عن العقد الفريد .