نام کتاب : عقيل ابن أبي طالب نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 51
فعرفت المنكر في وجوههم ، فقلت لهم : إلى أين يا أبناء الشّانئين ؟ أبمعاوية تلحقون ؟ عداوة والله ، منكم قديماً غير مستنكرة تريدون بها إطفاء نور الله وتبديل أمره ، فأسمعني القوم وأسمعتهم . فلمّا قدمت مكّة سمعت أهلها يتحدّثون أنّ الضحّاك بن قَيْس أغار على الحيرة ، فاحتمل من أموالهم ما شاء ، ثُمّ انكفأ راجعاً سالماً ، فأفّ لحياة في دهر جرّأ عليك الضّحّاك ، وما الضّحّاك ؟ ! ( إلاّ ) فقع بقر قر . وقد توهّمت حيث بلغني ذلك أنّ شيعتك وأنصارك خذلوك ؛ فاكتب إليّ يا بن أميّ برأيك ، فإن كنت الموت تريد تحملّت إليك ببني أخيك وولد أبيك فعشنا معك ما عشت ، ومتنا معك إذا متّ ، فو الله ما أحبّ أن أبقى في الدُّنيا بعدك فُواقاً ، وأقسم بالأعزّ الأجلّ أنّ عيشاً نعيشه بعدك في الحياة لغير هِنئ ولا مريء ولا نجيع . والسَّلام عليك ورحمة الله وبركاته . فأجابه عليّ ( عليه السلام ) : " بسم الله الرّحمن الرّحيم من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى عقيل بن أبي طالب : سلام عليك ، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو ، أمّا بعد كلأنا الله وإيّاك كلاءة من يخشاه بالغيب ، إنّه حميد مجيد . فقد وصل إليّ كتابك مع عبد الرحمن بن عبيد الأزديّ ، تذكر فيه أنّك لقيت عبد الله بن سعد بن أبي سرح مقبلاً من قديد في نحو من أربعين شابّاً من أبناء الطُّلقاء متوجّهين إلى المغرب ، وإنّ ابن أبي سرح طالماً كاد الله ورسوله وكتابه ، وصدّ عن سبيله وبغاها عوجاً ، فدع ابن أبي سرح ، ودع عنك قريشاً ، وخلّهم وتركاضهم في الضّلال ، وتجوالهم في الشّقاق . ألا وإنّ العرب قد اجتمعت على حرب أخيك اليوم اجتماعها على حرب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قبل اليوم ، فأصبحوا قد جهلوا حقّه وجحدوا فضله ، وبادوه العداوة ، ونصبوا له الحرب ، وجهدوا عليه كلّ الجهد ، وجرّوا عليه جيش الأحزاب .
51
نام کتاب : عقيل ابن أبي طالب نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 51