نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 87
يجب أن تليق بأحوال أهل زمانه ، ولما كانت منافسة أهل زمانه بالمال والجاه طلب مملكة فائقة على كل الممالك لتكون معجزة له * [ الثاني ] أنه لما مرض ثم رجع إلى الصحة عرف أن خيرات الدنيا وما فيها صائرة إلى الغير بإرث أو غيره ، فسأل ربه ملكا لا يمكن أن ينتقل منه ، وذلك ملك الآخرة * [ الثالث ] إن في مراتب الرياضات والمجاهدات كثرة ولكل واحد من السالكين اختصاص بواحد منها فكأنه كان اختصاص سليمان عليه السلام بمقام رياضة النفس ومراقبتها ومحاسبتها أشد ، ومعلوم أن الدنيا حلوة خضرة والامتناع عن الانتفاع بها حال القدرة أشق من الامتناع حال العجز فكأنه عليه السلام قال : أعطني من الدنيا أكمل المراتب حتى أتحمل في الاحتراز عنها أعظم المشاق * [ الرابع ] إن من الناس من يقول الاحتراز عن لذات الدنيا أصعب لأنها نقد ولذات الآخرة نسيئة وترجيح النسيئة على النقد شاق ، فهو عليه السلام رد على هؤلاء الباطلين . وقال ( رب هب لي ملكا ) الآية حتى تروا كيف استحقره في جنب الالتذاذ بطاعة المولى * [ الخامس ] هو أن الوصول إلى الله تعالى على نوعين : أحدهما - وهو الأكمل - أن يرفعه الله إليه ابتداءا فضلا منه ورحمة من غير تكليف شئ من المتاعب وهو طريقة رسولنا عليه الصلاة والسلام على ما قاله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ) * [ والثاني ] أن يتكلف العبد الذهاب إليه وهو الطريقة التي
87
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 87