نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 41
الغرض من هذا الاستدلال إما إثبات الإله للعالم ونفي كون نمرود إلها ، أو نفي كونه شريكا لله تعالى . فإن كان الأول وهو قوله : ( إن الله يأتي بالشمس من المشرق ) فإن ذلك عين المطلوب ، وله أن يقول : إن الشمس تطلع إما لذاتها أولا لمؤثر أصلا قما الدليل على أن الأمر ليس كذلك ؟ فإن البحث ما وقع إلا فيه . وإن كان الغرض هو الثاني وهو أن نمرود ليس بخالق للعالم فهذا غير جائز لأن نمرود إن جوز ذلك لم يكن كامل العقل ، لأن العلم بأن هذا الشخص البشري الذي ما وجد إلا في هذه الأيام ليس هو الموجد للسماوات السبع التي كانت موجودة قبله بألوف ألوف سنين ، وأن العلم بأن هذا الشخص العاجز عن التصرف في هذه السماوات والكواكب والبر والبحر ليس هو الموجد لها علم ضروري ، فمن شك فيها كان مختل العقل ، والمناظرة مع هذا الإنسان عبث ، وبعثة الأنبياء إليه أيضا عبث . وإن كان الغرض هو الثالث ، وهو نفي كونه شريكا لله تعالى ، فإن كان المراد من الشركة في خالقية السماوات والأرض كان أيضا معلوم الفساد بالضرورة فكانت المناظرة فيها عبثا . وإن كان المراد من الشركة الطاعة بمعنى أن نمرود كان يدعي أنه يجب عليهم طاعته كما يجب طاعة الله . فهذا مما لا يبطل بالحجة التي ذكرها إبراهيم عليه السلام * [ سؤال آخر ] وهو أن إبراهيم عليه السلام لما قال ( إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ) فلو قال الخصم : بل أنا آتي بالشمس من المشرق فقل لإلهك جئ بها من المغرب كيف
41
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 41