نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 105
( الشبهة الرابعة ) تمسكوا بقوله تعالى : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) الآيتان . والاستدلال من ثلاثة أوجه : ( الأول ) قوله تعالى : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى ) وذلك يقتضي أن يكون استبقاء الأسرى محرما * ( الثاني ) قوله : ( تريدون عرض الدنيا ) وذلك مذكور في معرض الذم ( الثالث ) قوله تعالى : ( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) * ( الجواب ) الذي يدل على براءة منصب الأنبياء في هذه الواقعة عن كل ما لا ينبغي وجوه : ( الأول ) أنه إما أن يكون قد أوحى له في جواز الأسر وخطر إليه شئ ، أو ما أوحى إليه شئ فإن كان قد أوحى إليه شئ لم يجز للنبي عليه الصلاة والسلام أن يستشير أصحابه فيه لأن مع قيام النص وظهور الوحي لا يجوز الاشتغال بالاستشارة ، وإن لم يوح إليه شئ البتة لم يتوجه عليه ذنب البتة ( الثاني ) أن ذلك الحكم لو كان خطأ لأمر الله تعالى بنقضه ، فكان يؤمر بقتل الأسرى ويرد ما أخذ منهم ، قلنا : لما لم يكن كذلك بل قال ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) علمنا أنه لم يوجد الخطأ في ذلك الحكم البتة * ( الثالث ) أنه عليه الصلاة والسلام لم يشتغل بالاستغفار واللوم ، وذلك يدل على عدم الذنب على ما تقدم . وإذا قد بينا ذلك فنقول :
105
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 105