قال : والإمامية تزعم أن ذلك وعد منه بالإمام الغائب يملك الأرض في آخر الزمان . وأصحابنا يقولون إنه وعد بإمام يملك الأرض ويستولي على الممالك ولا يلزم من ذلك أنه لا بد أن يكون موجوداً . وتقول الزيدية : إنه لا بد من أن يملك الأرض فاطمي يتلوه جماعة من الفاطميين على مذهب زيد ، وإن لم يكن أحد منهم الآن موجوداً ) . ( المصدر : 1 / 174 ) . وقال في شرح قوله عليه السلام : ( بأبي ابن خيرة الإماء ) ( أما الإمامية فيزعمون أنه إمامهم الثاني عشر وأنه ابن أمة اسمها نرجس . وأما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لأم ولد وليس بموجود الآن ، وأنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، وينتقم من الظالمين وينكل بهم أشد النكال ) ( المصدر : 1 / 152 ) انتهى . أقول : ولقد وقع فيها ابن أبي الحديد ومثله كل من يثبت هذا النص لأمير المؤمنين عليه السلام بأن المهدي عليه السلام ابن خيرة الإماء ! ! فإذا لم يكن هو ابن الإمام العسكري عليهما السلام وكان سيولد في عصرنا مثلاً ، فأين الإماء ، وكيف يكون ابن أم ولد وابن خيرة الإماء ؟ وقال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام ( في سترة من الناس ) : هذا الكلام يدل على استتار هذا الإنسان المشار إليه ، وليس ذلك بنافع للإمامية في مذهبهم ، وإن ظنوا أنه تصريح بقولهم . وذلك لأنه من الجائز أن يكون هذا الإمام يخلقه الله تعالى في آخر الزمان ، ويكون مستتراً مدة وله دعاة يدعون إليه ويقررون أمره ، ثم يظهر بعد ذلك الاستتار ويملك الممالك ويقهر الدول ويمهد الأرض ) . ( المصدر : 1 / 163 ) .