ثم استعملت بريطانيا وفرنسا وأمريكا وروسيا أساليب مشابهة ، مدعية أنها جاءت لتحرير شعوب المسلمين ، وما زالت تستعملها لإدامة سيطرتها على بلاد المسلمين ومقدراتهم . وعن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( لا يزال بكم الأمر حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف غيرها ، حتى تملأ الأرض جوراً فلا يقدر أحد يقول : الله . ثم يبعث الله عز وجل رجلاً مني ومن عترتي فيملأ الأرض عدلاً كما ملأها من كان قبله جوراً ) . ( البحار : 51 / 68 ) . وهذا الحديث الشريف يدل على أن الفتنة الأخيرة تستمر أجيالاً حتى يولد فيها الجيل من أبناء المسلمين لا يعرف فكراً غير فكر الانحراف عن الدين ، ولا سياسة غير سياسة الظلم والجور . وهو تعبير دقيق عن الأجواء الثقافة المسيطرة ، التي ينشأ الطفل المسلم في ظلها وهو لا يعرف شيئاً عن أجواء الإسلام وثقافته وعدله ، إلا من هيأ الله تعالى له أسباب الهداية والعصمة . ومعنى قوله صلى الله عليه وآله : ( حتى تملأ الأرض جوراً فلا يقدر أحد يقول : الله ) أن قوانين الظلم والجور وسياسات الظالمين الجائرين تشمل كل مرافق الحياة ومناطقها . حتى لا يقدر أحد أن يقول : نحن مسلمون ربنا الله تعالى ، وهو يأمرنا برفض الظلم والجور . وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، ولها إمارات فإذا استثارت عليكم الروم والترك ، وجهزت الجيوش . ويتخالف الترك والروم ، وتكثر الحروب في الأرض ) . ( البحار : 52 / 208 ) . وكلامه عليه السلام واضح في أن فتنة الروم والترك وتحركهم لغزو بلادنا من أمارات ظهور المهدي عليه السلام . وتعبير ( استثارت ) تعبير دقيق ، أي تحركت ذاتياً على بلادنا الإسلامية من أجل التسلط عليها واستثمارها . وكذلك تعبير ( ويتحالف الترك والروم ) وذلك في صراعهم على تقاسم النفوذ