وكذلك هي شخصيات المعصومين من عترته عليهم السلام . ومن هنا نعرف لماذا اختار الله تعالى لفظ البشرية للمثلية ، دون الإنسانية ! أعتقد أنه قد آن لنا أن نجد ذاتنا الإسلامية وإنساننا المسلم ، ونجد من جديد نبينا صلى الله عليه وآله وأئمتنا عليهم السلام ، وأن نرفض السطحية البدوية التي روج لها المتمسلفون في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله ، وأن ونتعامل معهم بما يليق بغنى شخصياتهم الربانية ، ومقاماتهم العالية ، لتمتلئ قلوبنا مجدداً بمخزون الحب والعشق المقدس لهم ، الذي يهيؤنا ويفتح لنا باب الحب والعشق الأكبر لمولاهم ومولانا تبارك وتعالى . إن على الذي تحجبه الشجرة عن الغابة أن يعذر من يرى الشجرة والغابة معاً ، والجبال والسماء فوقها ! ومن يتصور أن تقديس الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، والعيش في عوالمهم ، مانعاً عن تقديس الله تعالى وتوحيده ، عليه أن يعذر من يرى ذلك درجات من التعظيم شرعها الإسلام ، لتنتظم بها الحياة ، وتفتح الطريق إلى تعظيم وتقديس وتسبيح الذي ليس كمثله شئ ، تبارك وتعالى . مقام الإمام المهدي عليه السلام عند الله تعالى من المناسب قبل أن نقدم مقطوعات من الأحاديث والأدعية والزيارات كنماذج عن عقيدتنا بالإمام المهدي أرواحنا فداه ، ومشاعرنا نحوه ، أن نذكر شيئاً من الأحاديث التي وردت في مقامه عليه السلام عند الله تعالى . فقد ورد في مصادر الفريقين أن مقامه عظيمٌ عند الله تعالى ، وأنه من كبار سادة أهل الجنة ، وأنه طاووس أهل الجنة ، وأن عليه من نور الله تعالى جلابيب نور تتوقد ، وأنه ملهمٌ مهديٌّ من الله تعالى وإن لم يكن نبياً ، وأن الله تعالى يجري على يديه كثيراً من الكرامات والآيات والمعجزات .