القطعية ، الدالة على إمامته وغيبته عليه السلام . ومتى ثبت النص وقام الدليل ، فعلى المسلم أن يقبله ويتعبد به ، وعلى الآخرين أن يعذروه أو يقنعوه . ورحم الله القائل : نحن أتباع الدليل . . . حيث ما مال نميل وأغلب إخواننا السنة وإن لم يوافقونا على انطباق المهدي الموعود على الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ، إلا أنهم يوافقوننا تقريباً على كل ما ورد بشأنه من الأحاديث الشريفة ، من البشارة به ، وحركة ظهوره ، وتجديد الإسلام على يده وشموله العالم ، حتى أنك تجد أحاديثه عليه السلام واحدة أو متقاربة في مصادر الفريقين ، كما رأيت من مصادرنا ، وترى من عقيدتهم . على أن عدداً من علماء السنة يوافقنا أي على أنه هو الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ، مثل الشعراني وابن عربي وغيرهم ، ممن صرحوا بإسمه ونسبه ، وثبت عندهم أنه حيٌّ غائب عليه السلام . وقد ذكر أسماء مجموعة منهم صاحب كتاب ( المهدي الموعود ) . عقيدة البشارة النبوية بالمهدي عليه السلام عامل وحدة للأمة إن هذا الاشتراك في عقيدة المهدي عليه السلام بين جميع المسلمين ، يجب أن يستثمره العلماء والعاملون لنهضة الأمة ، لأنه عقيدة ذات تأثير حيوي في جماهير المسلمين ، من شأنها أن ترفع مستوى إيمانهم بالغيب ، وبوعد الله تعالى لهم بالنصر ، وترفع معنوياتهم في مقاومة أعدائهم ، والتمهيد لإمامهم الموعود عليه السلام . ولا يصح أن يكون عدم ثبوت انطباقه عندهم على الإمام محمد بن الحسن عليه السلام ، موجباً لانتقاد من يعتقد بذلك ، ويتقرب به إلى الله تعالى . وليس غرضنا هنا أن نطرح بحثاً كلامياً في عقيدتنا في الإمام المهدي عليه السلام .