وتموج بمجتمع المسلمين موجاً شديداً كمور السفينة في البحر المضطرب ، ولا يجد أحد ملجأ من خطرها على دينه ودين أسرته ، ولا ملجأ من ظلم الحكام ومن وراءهم . ثالثاً : أن شرها وبداية موجها يتركز على بلاد الشام ( تطير بالشام ) أي تبدأ من بلاد الشام ، التي سموها بلد الإشعاع وزرعوا فيها إسرائيل ، وفي رواية ( تطيف بالشام ) أي تحيط ببلاد الشام ، ثم تمتد إلى بقية بلاد المسلمين . بل أطلقت إحدى الروايات الشريفة عليها اسم ( فتنة فلسطين ) التي يتركز موجها على أهل بلاد الشام أكثر من غيرهم . رابعاً : أن هذه الفتنة تتمادى زمناً طويلاً ولا ينفع معها أنصاف الحلول ، لأنها فتنة حضارية أعمق من حلول الترقيع والصلح ، ولأن موج المقاومة في الأمة وموج عداوة العدو يفتق الحلول من ناحية أخرى : ( لا ترقعونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى ) وفي رواية : ( لا ترتقونها من جانب إلا انفتقت أو جاشت من جانب آخر ) والمعنى واحد ، لأن حلها يكون فقط بحركة التمهيد للمهدي عليه السلام في الأمة ، ثم بظهوره المبارك أرواحنا فداه . وقد صرحت العديد من رواياتها بأنها متصلة بظهور المهدي عليه السلام وأنها آخر الفتن ، وبعض رواياتها وإن وردت مطلقة لم يصرح فيها بأنها الفتنة التي قبل ظهور المهدي عليه السلام ، ولكنها ذكرت أنها الفتنة الأخيرة ، ووصفتها بنفس الصفات . فتكون هي المقصودة لا محالة ، حملاً للمطلق على المقيد . هذه الصفات الأساسية في هذه الفتنة ، وصفات أخرى وردت في أحاديث أخرى ، لا يمكن تطبيقها على أي فتنة داخلية أو خارجية تعرضت لها الأمة من صدر الإسلام إلى عصرنا هذا ، سوى الفتنة الغربية . فهي لا تنطبق على الفتن