عليه السلام ، أنها قسوة وإسراف في القتل ، ولكنها في الواقع عملية جراحية ضرورية لتطهير مجتمع المسلمين ومجتمعات العالم من الطغاة والظالمين ، وبدونها لا يمكن إنهاء الظلم من على وجه الأرض ، وإقامة العدل خالصاً كاملاً ، ولا القضاء على أسباب المؤامرات الجديدة التي سيقوم بها بقاياهم فيما لو استعمل الإمام معهم سياسة اللين والعفو ! فالظالمون في مجتمعات العالم كالغصون اليابسة من الشجرة ، بل كالغدة السرطانية ، لا بد من استئصالها من أجل نجاة المريض مهما كلف الأمر . والأمر الذي يوجب الاطمئنان عند المترددين في هذه السياسة أنها بعهد معهود من النبي صلى الله عليه وآله وأن الله تعالى يعطي الإمام المهدي عليه السلام العلم بالناس وشخصياتهم ، فهو ينظر إلى الشخص بنور الله تعالى فيعرف ما هو وما دواؤه ، ولا يخشى أن يقتل أحداً من الذين يؤمل اهتداؤهم وصلاحهم ، كما أخبر الله تعالى عن قتل الخضر عليه السلام للغلام في قصته مع موسى عليه السلام حتى لا يرهق أبويه طغياناً وكفراً . بل تدل الأحاديث على أن الخضر يظهر مع المهدي عليه السلام ويكون وزيراً له ، ولا بد أن المهدي عليه السلام عنده علم الخضر اللدني الذي قال الله عنه : ( آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) ( الكهف : 65 ) ، وأنهما يستعملانه في تنمية بذور الخير ، ودفع الشر عن المؤمنين ، والقضاء على الفساد والشر وهو بذرة صغيرة قبل أن يصبح شجرة خبيثة . ومن المرجح أن يكون عمل الخضر وأعوانه في دولة المهدي عليهم السلام علنياً ، وأن يكون لهم حق الولاية على الناس وحق النقض على القوانين والأوضاع الظاهرية . وقد ورد في الأحاديث الشرية أن الإمام المهدي عليه السلام يقضي بين الناس بحكم الله الواقعي الذي يريه إياه الله تعالى ، فلا يطلب من أحد شاهداً أو بينة ، وكذلك يستعمل علمه الواقعي في قتل الظالمين والفجار ، وقد يسير أصحابه في القضاء