عيسى بن مريم عليه السلام بعد نزوله ) . منها ، ص 162 الحديث المروي في الصحاح وفي البحار عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزيرة ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) وفيها : ( إن الأنبياء إخوة لعلات ، دينهم واحد وأمهاتهم شتى . أولاهم بي عيسى بن مريم ، ليس بيني وبينه رسول ، وإنه لنازل فيكم فاعرفوه ، رجل مربوع الخلق ، إلى البياض والحمرة . يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية . ولا يقبل غير الإسلام ، وتكون الدعوة واحدة لله رب العالمين ) . وقد ورد في عدد من روايات ابن حماد نزوله عليه السلام في القدس ، وفي بعضها عند القنطرة البيضاء على باب دمشق ، وفي بعضها عند المنارة التي عند باب دمشق الشرقي . وفي بعضها باب لد بفلسطين . كما أورد في بعضها أنه يصلي خلف المهدي عليهما السلام ، وأنه يحج إلى بيت الله الحرام كل عام ، وأن المسلمين يقاتلون معه اليهود والروم والدجال . وأنه يبقى في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفاه الله تعالى ويدفنه المسلمون . وورد في رواية عن أهل البيت عليهم السلام أن الإمام المهدي عليه السلام يقيم مراسم دفنه على أعين الناس ، حتى لا يقول فيه النصارى ما قالوه ، وأنه يكفنه بثوب من نسج أمه الصديقة مريم عليها السلام ويدفنه في القدس في قبرها . والمرجح عندي في أمر نزوله عليه السلام أن قوله تعالى : وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً . ( النساء : 159 ) يدل على أن الشعوب المسيحية واليهود جميعاً يؤمنون به ، وأن الحكمة من رفعة إلى السماء وتمديد عمره أن الله تعالى ادخره ليؤدي دوره العظيم في هداية أتباعه وعباده ، في مرحلة حساسة من التاريخ يظهر فيها المهدي عليه السلام