أقاربه بنو كلب ، بل قادة جيشه السبعة الذين يكون السفياني بالحقيقة قيادة اتحادية لهم ، ومن وراء ذلك أسيادهم الروم واليهود . وفي رواية الملاحم والفتن عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف هذه المعركة قال : ( فيغضب الله على السفياني ، ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى ، فترشقهم الطير بأجنحتها ، والجبال بصخورها ، والملائكة بأصواتها ! ولا تكون ساعة حتى يهلك الله أصحاب السفياني كلهم ، ولا يبقى على الأرض غيره وحده فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية ) . وتذكر بعض روايات هذه المعركة نوعاً آخر من الإمداد الغيبي للمسلمين فيها ، مضافاً إلى ما ذكرته الرواية المتقدمة : ( أنه يسمع يومئذ صوت من السماء منادياً ينادي : ألا إن أولياء الله فلان ، يعني المهدي ، فتكون الدبرة على أصحاب السفياني ، فيقتلون حتى لا يبقى منهم إلا الشريد ) . ( ابن حماد ص 97 ) . * * والظاهر أن الأحاديث الواردة في مصادر الفريقين عن قتال المسلمين لليهود في آخر الزمان تقصد هذه المعركة ، بدليل تشابه مضامينها وتعابيرها ، والروايات الواردة في تفسير قوله تعالى : بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً . بالإمام المهدي عليه السلام وأصحابه . ومن أشهر أحاديثها في مصادر السنة ، الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) . ( التاج الجامع للأصول : 5 / 356 وأحمد : 2 / 417 ) ، ويشبهه ما رواه مسلم والترمذي في كتاب الفتن ، والبخاري في كتاب المناقب : ( يقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ) .