عِظَم ما يرى من تكالب الناس وأكلهم بعضهم بعضاً ) . ( كمال الدين للصدوق ص 434 ) . وهو يدل على وقوع الطاعون قبل الخوف الشديد الذي قد يكون الحرب العامة . ولكن يصعب استفادة التسلسل في أحداثه حتى لو فرضنا أن الراوي لم يقدم ويؤخر فيها ، لأن جملة ( سيف قاطع بين العرب ) المعطوفة ب ( ثم ) يصح عطفها على جملة ( وطاعون قبل ذلك ) المعترضة ، فيكون اختلاف العرب هذا بعد الطاعون ، ويصح عطفها على جملة ( وبلاء يصيب الناس ) فيكون قبل الطاعون . مضافا إلى الاجمال في هذه الحوادث . نعم يفهم منه وجود فترة شديدة على العرب والناس أمنياً وسياسياً واقتصادياً ، وقد تكون هي سنة الجوع الموعود في الرواية التالية عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( لا بد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ) ( البحار : 52 / 229 ) . * * ويدل الحديث التالي على أن هذه الشدة والحرب ، أو حالة الحرب ، تستمر حتى يكون النداء السماوي في شهر رمضان قرب ظهور المهدي عليه السلام ، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( يختلف أهل الشرق وأهل الغرب ، نعم وأهل القبلة . ويلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف . فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء . فإذا نادى فالنفر النفر ) ( البحار : 52 / 235 ) . وهو يدل أيضاً على أن خسائرها تقع أساساً على الأمم غير الإسلامية ، فعبارة : ( يختلف أهل الشرق وأهل الغرب ، نعم وأهل القبلة ) عبارة دقيقة تشعر بأن اختلاف أهل القبلة أي المسلمين ثانوي بالنسبة إلى اختلاف الغربين والشرقيين ، وكأنه ناتج عنه وتابع له . وهذا هو الأمر الطبيعي في الحرب العالمية المتوقعة حيث