المهدي عليه السلام يدعو اثني عشر ألف رجل من جيشه من العجم والعرب فيلبسهم زياً خاصاً موحداً ، ويأمرهم أن يدخلوا مدينة فيقتلوا كل من لم يكن لابساً مثلهم فيفعلون . ( البحار : 52 / 377 ) . ولا بد أن تكون تلك المحلة كلها من الكافرين أو المنافقين المعادين له عليه السلام حتى يأمر بقتل رجالها ، أو يكون قد أخبر المؤمنين من أهلها أن لا يخرجوا من بيوتهم في وقت الهجوم . أو يكون أرسل إليهم ألبسة من نفس الزي الذي ألبسه لجنوده مثلاً . ولا بد أن تثير هذه التصفيات موجة رعب في داخل العراق وفي العالم ، وموجة تشكيك أيضاً . وقد ورد في بعض الروايات أن بعض الناس يقولون عندما يرون كثرة تقتيله وسفكه دماء أعدائه : ( ليس هذا من ولد فاطمة ، ولو كان من ولد فاطمة لرحم ) . بل تقدم أن بعض أصحابه الخاصين عليه السلام لا يتحمل بعض أحكامه ، وقد ورد أن بعضهم يدخلهم الشك والريب من كثرة ما يرون من قتله لمناوئيه فيفقد أحدهم أعصابه ويعترض على المهدي عليه السلام ، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( يقبل القائم حتى يبلغ السوق ، فيقول له رجل من ولد أبيه : إنك لتجفل الناس إجفال النعم ، فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أو بماذا ؟ قال وليس في الناس رجل أشد منه بأسا ، فيقوم إليه رجل من الموالي فيقول له : لتسكتن أو لأضربن عنقك . فعند ذلك يخرج القائم عليه السلام عهداً من رسول الله صلى الله عليه وآله ) . ( البحار : 52 / 387 ) . ومعنى من ولد أبيه أنه علوي النسب . وإجفال النعم أي تخويف الغنم . ومعنى ( حتى يبلغ السوق ) يبلغ مكاناً هو سوق المدينة ، أو اسمه السوق . وقد ورد في رواية أخرى أن هذا الرجل الذي يأمر السيد المعترض بالسكوت هو ( المولى الذي يتولى البيعة ) ، أي المسؤول عن أخذ البيعة من الناس للإمام المهدي عليه السلام .