نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 47
ويعاملهم بالعدل ، وقد جاهد بهم أعداء الله ، وضحوا بالأموال والأنفس ، وبالعلاقات ، وبغير ذلك . . من دون أن يحصلوا على غنائم ولا على سبايا ، ولا على مناصب أو مقامات . . بل إن الإمام علياً « عليه السلام » لا يسكت حتى عن وليمة يدعى إليها واليه على البصرة ، وهو ابن حنيف ، فيكتب إليه رسالة لوم وتقريع ، يخلدها التاريخ ، كما أنه « عليه السلام » لم يكن ليفسح لهم المجال لأية مخالفة . . بل هو يعاقب المخالف ، وفق أحكام الشرع ، والدين . . وهذا أمر لم يعتادوه ، بل اعتادوا حياة الإنفلات ، والسعي وراء الشهوات ، وكانوا يعرفون أن الإمام الحسن « عليه السلام » ، لا يختلف عن أبيه في ذلك ، بل هو يسير على نفس الخط . . بل إن هذا الجيش نفسه الذي أعده الإمام الحسن « عليه السلام » لحرب عدوه ، قد اعتدى على نفس قائده ، وإمامه ، فنهبوا فسطاطه ، وأخذوا مطرفه عن عاتقه ، وسحبوا البساط الذي يصلي عليه من تحته ، وضربوه بالمعول في فخذه ، بساباط المدائن ، وبقي يتداوى من هذه الضربة أكثر من شهرين [1] . ورماه أحدهم بسهم ، وهو يصلي ، فلم يثبت فيه لأنه « عليه السلام » كان يلبس درعه . . [2] .
[1] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 26 و 41 . وراجع : مقاتل الطالبيين ص 41 وكمال الدين وتمام النعمة ص 546 والبحار ج 51 ص 232 . [2] أعيان الشيعة ج 4 قسم 1 ص 22 عن المفيد .
47
نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 47