responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 54


والتلاعب وخداع الناس فيها . .
وبذلك يصبح للفكر السياسي والديني قوته ، ورسوخه ، وأصالته ، ليؤمن - بعد هذا - من آمن عن بينة ، وليكفر من كفر عن بينة . .
الوفاء والخيانة لشروط الصلح :
وبعدما تقدم نقول :
إن الإمام الحسن « عليه السلام » قد استطاع بعقد الهدنة الذي أبرمه مع معاوية أن يحفظ للشيعة المخلصين حقهم في الحياة ، وأصبح أي تعامل غير إنساني معهم يمثل دليلاً على سقوط أطروحة وادعاءات مناوئي أهل البيت « عليهم السلام » ، لأنه سوف يكون عدواناً غادراً ومفضوحاً . لا يمكن تبريره بأي منطق كان ، حتى بمنطق أهل الجاهلية ، ومن لا يؤمن بدين . .
كما أنه عدوان يدركه الناس كلهم ، كبيرهم ، وصغيرهم ، وعالمهم وجاهلهم ، والذكي والغبي ، والقريب والبعيد . . من حيث أن البشر كلهم يدركون أن الحياة الإنسانية لا يمكن أن تستمر إذا لم يتم الالتزام بالعهود والمواثيق ، فمن لا يلتزم بها ، فإنه يصادم البداهة ، ولا بد من إدانته ، لأنه بنظر الناس جميعاً يعبث بسلامة الحياة الإنسانية ، وهو ما لا يمكن السماح ولا الرضا به ، في أي من الظروف والأحوال .
وبذلك يصبح الوفاء والخيانة للعهود ، هو المفتاح الذي إذا حركه الإنسان ، وعرف الخائن والوفي ، فإنه يعرف بذلك المحق من المبطل ، والمصلح من المفسد ، وقد استطاع الإمام الحسن أن يوجد هذا المفتاح ، وأن يجعله في متناول يد كل إنسان عاش معه ، أو يأتي بعده . .

54

نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست