نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 49
كان لا بد له ، بعد أن سار معاوية إليه بجيشه ، من أن يتحرك للدفاع وللتصدي ، لكي تتجسد الحقائق واقعاً حياً وملموساً ، وليرى الناس بأم أعينهم حقيقة جيش الإمام في تركيبته وفي ممارساته لكل أحد ، ولكي يمكن أن يخضع معاوية لشرائطه ، أو على الأقل أن يقبل بأن يفاوضه عليها ، ويحقق أعظم الأهداف رغم أنه في أضعف جيش ، وفي مواجهته معاوية الداهية ، وهو في أقوى جيش ، وهذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن الإمام « عليه السلام » قد حقق معجزة كبرى في مجال السياسة كما هو واضح . خيار السلم : وأما خيار السلم ، فهو أيضاً على نحوين : أحدهما : أن يستسلم الإمام الحسن « عليه السلام » لمعاوية ، ويقول له : افعل ما تشاء ، فإنني قد انسحبت من ساحة الصراع . . فهذا السلام هو عين الهزيمة ، وهو سوف يعطي الشرعية لكل ممارسات وجرائم وجنايات معاوية . . وهو أعظم خطراً من الهزيمة العسكرية ثم الإبادة . . الثاني : السلام القائم على شروط ، وهو عقد الهدنة المسمى بالصلح ، فإنه ليس فيه تضحية لا بالأنفس ، ولا بالأموال ، ولا تنشأ عنه أي من سلبيات الحرب الكثيرة . كما أنه على صعيد النتائج ، لا يعطي أي مبرر لأولئك الطغاة ، والمجرمين ، للعدوان على حياة القيادة ، أو على حياة أي من الرموز
49
نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 49