responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ظلامة أم كلثوم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 8


الوجدان ، والإنصاف والدين ، لأحد سواهم أن يدخل في وهمه أن يجاريهم ، فضلاً عن أن يتقدمهم ، أو أن يعتقد لنفسه حقاً في شيء من ذلك دونهم .
علي « عليه السلام » مع الرسول « صلى الله عليه وآله » :
وقد كان هذا هو حال علي « عليه السلام » مع رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فإنك لا تكاد تجد ذكراً كثيراً لأمير المؤمنين « عليه السلام » آنئذ ، إلا في حدود العمل بالواجب الموكل إليه ، وتنفيذ أوامر رسول الله « صلى الله عليه وآله » . فكان « عليه السلام » الرجل السامع المطيع لله ولرسوله . الذي لا يجيز لنفسه أن يكون له صوت أو حركة إلا في سياق الاستجابة إلى ما يطلبه رسول الله منه ، ويدفعه إليه .
وذلك يجعلك تشعر أن رسول الله « صلى الله عليه وآله » هو المتصرف في الأمور ، وهو وحده الذي يحكم ويقرر في كل شيء ، أما علي « عليه السلام » ، فإنك تكاد لا تشعر بأنه موجود أصلاً ، إلا على النحو الذي أشرنا إليه . .
أما غير علي صلوات الله وسلامه عليه ، فإنهم كانوا جريئين على رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فهم يعترضون ويجادلون ، ويقترحون ، ويرفضون ، بجرأة تارة ، ويقبلون على مضض أخرى ، أو عن رضى ثالثة ، ثم تعلو أصواتهم في بعض الحالات ، حتى إذا جاء التهديد الإلهي كما حصل بالنسبة لقوله تعالى : * ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) * [1] . . فإنهم يستكينون ويسكتون حتى لا تكاد تسمع لهم صوتاً



[1] الآية 67 من سورة المائدة .

8

نام کتاب : ظلامة أم كلثوم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست