ونقول : قد أشرنا إلى أن جميع هذه الوجوه إنما تدل على أن علياً « عليه السلام » لا يقدم على تزويجه مختاراً مؤثراً لذلك . وتدل على أن حدوث هذا الزواج معناه أن يقدم عمر على مخالفة أوامر الله تعالى : ولا تدل على عدم وقوع هذا التزويج بالجبر والإكراه ، وتعمد ارتكاب المعصية في هذا السبيل - كما دلت روايات التزويج - وذلك ظاهر . . لو كان في عمر حركة للنساء : وقد حاول بعضهم أن يستدل على نفي هذا الزواج بأنهم يروون : أن عمر قد قال لولده في أمر جارية أعجبته : « لو كان في أبيكم حركة إلى النساء لم يسبقه أحد إليها . . » . غير أننا نقول : إن العجز عن النساء لا يعدو كونه أمراً طارئاً على هذا الرجل ، إذ أنه كان قبل ذلك قد تعرض للنساء ، وولد له منهن أولاد كثيرون . . ولذلك يرد سؤال : متى حصل هذا العجز ؟ ! . هل حصل ، قبل الزواج بأم كلثوم ؟ ! أو بعد الزواج بها ؟ وهل هو عجز مستمر ؟ أو أنه كان عجزاً طارئاً في تلك الساعات لمرض أو لغيره ؟ ! فإن ذلك لا تظهره تلك الرواية المشار إليها . . فإذا صحت روايات الزواج كانت دليلاً على أن هذا النص يتحدث عن وقت متأخر عنه ولو بساعة على الأقل . .