ولولا خوف الإطالة لأوردنا كلامه بكامله ، وأرشدنا بالتفصيل إلى تصديق هذا الذي قلناه . ولكنا نكتفي بهذه الإشارة ، ونحيل القارئ الكريم على الكتاب ليراجعه بنفسه إن شاء . فنقول : أدلة السيد الهندي : إن ما استدل به السيد ناصر حسين الموسوي الهندي يتلخص في ضمن النقاط التالية : 1 - إن الرسول قد رد أبا بكر وعمر حينما خطبا فاطمة ، فعلي « عليه السلام » ، لا بد أن يقتدي بالرسول « صلى الله عليه وآله » ، ولا يزوج أياً منهما ابنته . 2 - إن عمر ليس كفؤاً لأم كلثوم ، والكفاءة شرط في النكاح . 3 - إن نسب عمر يمنع من إقدام علي « عليه السلام » على تزويجه ابنته . 4 - إن الفارق في السن كان كبيراً بين عمر وبين أم كلثوم ، وقد نهى عمر عن نكاح الرجل إلا ما يوافقه ، وشبيهه ونظيره ، ولو كان هو قد خالف هذا الأمر ، لكان مصداقاً لقوله تعالى : * ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) * [1] . 5 - إن هذا الزواج يستلزم الجمع بين بنت ولي الله تعالى ، وبنات أعداء الله . وقد روى أهل السنة : أنه لا يجوز هذا الجمع . 6 - قد كان عمر معادياً للسيدة الزهراء « عليها السلام » ، وقد ظهر منه تجاهها ما هو معلوم فكيف يرضى علي « عليه السلام » بتزويجه بابنتها ؟ [2] .
[1] الآية 44 من سورة البقرة . [2] راجع : إفحام الأعداء والخصوم الجزء الأول .