هذا الزواج لم يكن معروفاً : وقد ذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في حوادث سنة ست وخمسين وثلاث مئة ، أن معز الدولة عمران بن شاهين سأل أبا عبد الله البصري عن عمر بن الخطاب وعن الصحابة ، فذكر أبو عبد الله سابقتهم ، وأن علياً « عليه السلام » زوج عمر ابنته أم كلثوم رضي الله عنهم ، فاستعظم ذلك ، وقال : ما سمعت هذا قط [1] . فإن عدم سماعه بهذا الأمر لهو من الأمور التي تثير العجب والحيرة حقاً ، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أن معرفة الناس بأن هذا الزواج قد تم على سبيل الإكراه والإجبار ، قد أسقط من أيدي أتباع الخلفاء حجة كان يسعدهم الاحتفاظ بها ، فلم يعد يهمهم تناقل هذا الأمر في محافلهم ، أو إثباته في مجاميعهم الحديثية والتاريخية وغيرها . كما أن محبي علي « عليه السلام » لم يجدوا في تداول هذا الأمر ، وإشاعته بين الناس فائدة أو عائدة ، فكان الإهمال من الفريقين نصيب هذه القضية إلى
[1] راجع : تكملة تاريخ الطبري ( ط دار المعارف بمصر ) حوادث سنة 356 ه في الجزء المسمى بذيول تاريخ الطبري ص 407 . وراجع أيضاً : تاريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة 356 ه ج 26 ص 136 .