يأكل من زاده ، ويأوي إلى داره ، علمت موضع خاصية النبوة وسرها ، وأن أمره كان عظيماً » [1] . كما أن قصيدته اللامية تلك التي يقول فيها : وأبيض يستسقى . . الخ . . وهي طويلة ، وكان بنو هاشم يعلمونها أطفالهم [2] ، فيها الكثير مما يدل على إيمانه العميق الصادق ، وقد ذكرها ابن هشام وابن كثير ، وغيرهم . وهي ظاهرة الدلالة على عظمة الرسول صلى الله عليه وآله في نفس أبي طالب عليه السلام ، وهي عظمة أوجبت خضوع قلبه له صلى الله عليه وآله ، وتعامله معه تعامل التابع ، المؤمن المصدق ، والمسرور بهذا الإيمان ، والمبتهج بذلك التصديق ، والملتذ بذلك الانقياد . النار محرمة على أبي طالب « عليه الاسلام » : ومما يدل على إيمانه ما روي عنه صلى الله عليه وآله : أن الله عز وجل قال له على لسان جبرئيل : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك . أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمه ، يعني أبا
[1] شرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 63 وماذا في التاريخ ج 3 ص 196 / 197 عنه . [2] مقاتل الطالبيين ص 396 .