وانعكاساتها ، وهي ما ظهر من عمق ثقة أبي طالب عليه السلام بصدق النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ، وبسداد أمره ، وواقعية وحقانية ما جاء به . حتى لقد كان يتألم جداً من اتهام ابن أخيه بالسحر والكهانة ، ويعتبر ذلك افتراءً ظاهراً ، ويغتنم الفرصة السانحة للتعبير عن خطل رأيهم ، وسفه أحلامهم ، فيقول لهم : « أتبين لكم : أينا أولى بالسحر والكهانة » ؟ . ويلاحظ : أنه يعتبر اتهام النبي بالسحر ، والكهانة اتهام له أيضاً بذلك ، حيث قال : « أينا » . وكانت النتيجة : هي أن أسلم بسبب هذه المعجزة يومئذ ، وبسبب حكمة أبي طالب وحنكته ، عالم من الناس . التحدي في أقصى مداه : ثم هو يقف ذلك الموقف العظيم من جبابرة قريش وفراعنتها ، حينما جاءه النبي محمد صلى الله عليه وآله - وقد ألقت عليه قريش سلى ناقة - فأخذ رحمه الله السيف ، وأمر حمزة عليه السلام بأن يأخذ السلى ، وتوجه إلى القوم ، فلما رأوه مقبلاً عرفوا الشر في وجهه ، ثم أمر حمزة عليه السلام أن يلطخ بذلك السلى سبالهم ، واحداً واحداً ، ففعل [1] .
[1] الكافي نشر مكتبة الصدوق ج 1 ص 449 ومنية الراغب ص 75 وراجع السيرة الحلبية ج 1 ص 291 و 292 والسيرة النبوية لدحلان مطبوع بهامش الحلبية ج 1 ص 202 و 208 و 231 والبحار ج 18 ص 259 .