وثمة أبيات شعر له رحمه الله مخاطباً بها ولده الإمام علياً عليه السلام بهذه المناسبة ، يشجعه فيها على هذا الأمر ، وسوف نوردها فيما يأتي ، حين الحديث عن إيمان أبي طالب عليه السلام ، إن شاء الله تعالى . . نقض الصحيفة : وبعد ثلاث سنوات تقريباً من حصر المسلمين في شعب أبي طالب ، أخبر النبي محمد صلى الله عليه وآله عمه أبا طالب عليه السلام بأن الأرضة قد أكلت كل ما في صحيفتهم من ظلم وقطيعة رحم ، ولم يبق فيها إلا ما كان اسماً لله . وفي نص آخر : أنها قد أكلت كل اسم لله تعالى فيها ، ولم تبق إلا كل ظلم وشر ، وقطيعة رحم [1] . والأصح هو الأول ، كما هو صريح كلام أبي طالب عليه السلام .
[1] ولربما يقال : إن استمرار قريش على عدائه ( صلى الله عليه وآله ) إلى حين نقض الصحيفة ، يدل على أن الأرضة إنما محت اسم الله تعالى . وأبقت قطيعة الرحم ، وسائر المواد التي اتفقوا عليها . وقد استبعد ذلك بان أكل الأرضة لاسم الله بعيد . فلعلهم التزموا بمضمونها وإن كانت قد محيت ، أو أنهم أعادوا كتابتها . ولربما يجاب عن ذلك بان الأرضة إنما محت اسم الله عنها تنزيهاً له عن أن يكون في صحيفة ظالمة كهذه ، وهذا إعجاز مطلوب وراجح من أجل إظهار الحق ، وليس في ذلك إهانة .