وفي روضة الواعظين : أن جابراً قال لرسول الله صلى الله عليه وآله : يقولون إن أبا طالب مات كافراً ؟ ! قال صلى الله عليه وآله : يا جابر ، الله أعلم بالغيب ! إنه لما كانت الليلة التي أسري بي إلى السماء انتهيت إلى العرش ، فرأيت أربعة أنوار ، فقلت : إلهي ، ما هذه الأنوار ؟ ! فقال : يا محمد ، هذا عبد المطلب ، وهذا أبو طالب ، وهذا أبوك عبد الله ، وهذا أخوك طالب . فقلت : إلهي وسيدي ، فيم نالوا هذه الدرجة ؟ ! قال : بكتمانهم الإيمان ، وإظهارهم الكفر ، وصبرهم على ذلك حتى ماتوا [1] . أبو طالب « عليه الاسلام » كفيل النبي « صلى الله عليه وآله » : وقد روي : أنه لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث أياماً ليس له لبن ، فألقاه أبو طالب عليه السلام على ثدي نفسه ، فأنزل الله فيه لبناً فرضع أياماً ، حتى جاءت حليمة السعدية فدفعه إليها [2] . وقالوا : إنه في كفالته لرسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن يفارقه ساعة من ليل ولا نهار ، وينيمه في فراشه ، وكان إذا أراد أن يعشي أولاده
[1] البحار ج 35 ص 15 وروضة الواعظين ص 101 . [2] البحار ج 15 ص 340 وج 35 ص 136 والكافي ج 1 ص 448 وراجع : مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 31 وحلية الأبرار ج 1 ص 29 .