أبو لهب ونصرة النبي « صلى الله عليه وآله » : ثم إننا نشير أيضاً هنا ، إلى أنهم يذكرون : أنه بعد أن توفي أبو طالب عليه السلام أعلن أبو لهب استعداده لنصرة النبي صلى الله عليه وآله . فاحتالت قريش ، فأخبرته أنه يقول : إن أباك عبد المطلب في النار ، فسأله عن ذلك ، فأخبره بما طابق ما أخبروه به ؛ فتخلى عن نصرته ، وانقلب ليكون عدواً له ما عاش [1] . ونقول : إننا لا نشك في كذب هذه القضية . فأولاً : كيف لم يعلم أبو لهب طيلة عشر سنين من عدائه للنبي ، ومحاربته له : أن هذا هو رأيه صلى الله عليه وآله ورأي الإسلام في كل من يموت مشركاً بالله تعالى ؟ ! وعلى أي شيء كان يحاربه طيلة هذه المدة إذن ؟ ! . بل إن أبا لهب كان من أهم الشخصيات القوية التي كانت تدير حركة الصراع ضد الإسلام العظيم ، ونبيه الكريم ، فكيف يمكن أن يجهل حملة لواء الشرك هذا الأمر ، ويعرفه غيرهم ؟ ! وثانياً : لماذا عاداه في حياة أبي طالب عليه السلام ، ثم عاد إلى حمايته ونصرته بعد وفاته ؟ ! .
[1] راجع على سبيل المثال : البداية والنهاية ج 3 ص 134 عن ابن الجوزي وتاريخ الخميس ج 1 ص 302 .