ثم يحكمون بالكفر على أبي طالب عليه السلام ، الذي ما فتئ يؤكد ويصرح عشرات المرات ، في أقواله وفي أفعاله ، ويعلن بالشهادة لله بالوحدانية ، ولنبيه صلى الله عليه وآله بالنبوة والرسالة ؟ ! . ذنب أبي طالب « عليه الاسلام » الذي لا يغفر : ولكننا رغم كل ذلك نقول : إنه يؤخذ على أبي طالب عليه السلام شيء واحد ، هو من أكبر الذنوب ، وأعظم السيِّئات والعيوب ، التي يستحق من يتلبس بها - شاء أم أبى - الحساب العسير ، ولا بد أن يحرم لأجلها من كل امتياز ، ويسلب منه كل وسام . وهذا الذنب العظيم والجسيم هو أنه كان أباً لذلك الرجل الذي تكرهه قريش ، ويبغضه الحكام ، ويشنؤه أهل الباطل . . وكانوا وما زالوا يتمنون له كل سوء ، وكل ما يسوء . وقد قطعوا رحمه ، وجهدوا للحط من شأنه ، وصغَّروا عظيم منزلته ، لا لشيء ، سوى أنه كان قد قتل آباءهم وإخوانهم على الشرك والكفر ، وهو يدافع عن دين الله سبحانه ، ويجاهد في سبيل الله ، بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله . وهذا الرجل هو - بصراحة - ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله ، وزوج ابنته ، وأبو سبطيه ، وهو المسمى ب « علي » أمير البررة ، وقاتل الكفرة الفجرة ، الذي كان مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله ، وكان الولي ، والوصي صلوات الله وسلامه عليه وعلى أبيه ، وعلى الأئمة الأطهار من بنيه .