بداية : إن إعطاء لمحة عن عمرو بن العاص ، في تاريخه ، وفي ممارساته . . وفي العديد من شؤونه يفرض علينا عرض طائفة من النصوص ، مقتصرين من المصادر على أقل القليل ، رغم أن بالإمكان حشد العشرات بل المئات منها . . وإنما آثرنا التخفيف من حجم المصادر ، لأننا اعتقدنا : أن ذلك لم يعد ضرورياً ، بعد أن أصبحت أجهزة الكومبيوتر قادرة على تقديم مقادير وافية وكافية منها ، لكل من أحب ذلك . . فلا ضير إذن من إيكال أمر تكثيرها إلى القارئ ، الراغب في ذلك ، ما دام أن الباب قد أصبح مفتوحاً أمامه ، ولم يعد الاشتغال بتكثيرها يمثل أولوية ملحة ، بل ربما يكون الأولى هو الانصراف إلى ما هو أهم ، ونفعه أعم . . ومهما يكن من أمر ، فإننا قد اخترنا للقارئ الكريم طائفة من النصوص قادرة على إعطائه الصورة التي رسمها لنا التاريخ بملامحها الواقعية ، التي يسعى أصحاب الأهواء إلى العبث بها ، واستبدالها بصورة تغاير الحقيقة ، ولا تعكس إلا خيالات وأوهاماً ، ولا تجد لها منطبقاً على