ورسوله إيمان أحد [1] ؟ ! . خامساً : إن قوله تعالى : * ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) * لا يمنع من إيمان أبي طالب عليه السلام ، فإن الله قد شاء الهداية لأبي طالب عليه السلام أيضاً كما دلت عليه النصوص . والآية إنما تريد تعليم النبي صلى الله عليه وآله : أن محبته لهداية شخص غير كافية . بل لا بد معها من مشيئة الله سبحانه . وأما دعوى إجماع المسلمين على نزول هذه الآية في أبي طالب عليه السلام ، فيكذبها : أن الأئمة عليهم السلام وشيعتهم ، وأكثر الزيدية ، وكثير من علماء السنة يثبتون إيمان أبي طالب عليه السلام ، وتآليفهم في هذا الصدد كثيرة وشهيرة . . 6 - * ( وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ) * : زعموا : أن قوله تعالى : * ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ) * [2] . . قد نزلت في أبي طالب عليه السلام . . ونقول : إن سياق الآيات قبلها وبعدها يعطي أن الآية إنما نزلت في اليهود . . وهذا كاف في رد هذه المزعمة .
[1] راجع هامش أنساب الأشراف ج 2 ص 28 عن الدكتور زرزور في مقدمته على تفسير الحاكم الجشمي . [2] الآية 119 من سورة البقرة .