وقد صرح المسعودي في بعض كتبه أيضاً بأنه قد مات مسلماً [1] . فقول أبي طالب عليه السلام : بل على ملة عبد المطلب ، قد جاء على سبيل التورية ، حيث إنه بذلك يكون قد أثبت إيمانه ، وأقر به من جهة . ثم يكون قد عمىّ الأمر على فراعنة قريش ، لمصالح يراها ، لا بد له من ملاحظتها في تلك الفترة ، من جهة أخرى . 5 - * ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) * : ويقولون : إن الله تعالى قد أنزل في أبي طالب عليه السلام : * ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء ) * [2] . حيث ادَّعى الزجاج إجماع المسلمين على نزول هذه الآية في أبي طالب عليه السلام [3] . ونقول في الجواب : أولاً : قد تقدم : النهي عن موادة من حاد الله ، وعن اتخاذ الكافرين أولياء . ثانياً : قد تقدم : أن النبي صلى الله عليه وآله دعا الله ، وتعامل مع الناس كلهم على قاعدة : أن لا يجعل لكافر ولا لمشرك نعمة عنده . ثالثاً : إن آية : * ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) * ، يقال : إنها نزلت يوم
[1] الروض الأنف ج 2 ص 170 / 171 . [2] الآية 56 من سورة القصص ، والرواية في صحيح البخاري ط سنة 1309 ج 3 ص 111 ، وغير ذلك . [3] راجع : شيخ الأبطح ص 82 .