نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 82
فهم إذن مؤمنون بالله لكنهم يحبون سادتهم ومشرعيهم كحب الله وذلك هو الشرك : ( وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) ( البقرة : 165 ) . هؤلاء المشرعون الظلمة الجبارون ، الذين دعوا الناس لأتباعهم بحجة أنهم العارفين بأسرار الديانات وأحكام الشرائع - سوف يعلمون حينما يرون العذاب أن القوة لله وحده . ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ) ( البقرة : 166 ) . في آية واحدة ذكر العذاب ثلاثة مرات وأكد على رؤيته ولم تذكر هنا النار أو جهنم فهو العذاب الآتي إلى أهل الأرض بعد امتلائها ظلماً وجوراً من الذين ظلموا وحرفوا وبدلوا شرائع الله . وحينما يأتي العذاب فإنما يأتي بوقت مؤجل . . بعد إتمام الحجج على الناس وإيضاح الأمر وهو الوقت الذي تستلزمه عملية التطور نحو الاستخلاف . . فزيادة الجور من جهة تستلزم زيادة قوة المؤمنين وتمحيصهم وفرزهم ، ونمو شجرتهم وهو ما أكدت عليه آية الظهور . . " كمثل زرع أخرج شطأه " التي تأتيك قريباً . إن الله قادر على جمع الخلق على العبادة المطلقة له بطريق قسري شأن كل المخلوقات السائرة في ناموس الكون والمذعنة لنظمه وسننه ، ولكنه يريد الإيمان الحر القائم على الاختيار المحض بلا إكراه " ليحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة " . . وهو مسيطر على الكون وبالغ أمره ولن ينزل العذاب قبل تحقق شروطه . . لأن ذلك ظلم وهو لا يظلم وان ذلك استعجال وهو لا يعجل :
82
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 82