نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 470
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) ( البقرة : من الآية 30 ) لاحظ الأسلوب الذي تكلم به الملائكة مع الربّ ! فلولا أنهم ذكروا التسبيح والتقديس ولولا أن الله يعلم أن ما في قلوبهم غيرة من المطيع لا حسداً له لعذّبهم على هذا الكلام عذاباً لا يعلم به إلا هوَ . ولك أن تلاحظ هذا التأكيد في آيتين على الكُفر إن والصد عن سبيل ومشاققة الرسول إنما حدث تحديداً ( بعد أن تبين لهم الهدى ) ، فهي إذن مجموعة كانت تتلقى الهدى من النبي ( ص ) مباشرة وكانت قريبة منه جداً . وهل تلاحظ مفردة : ( وشاقّوا الرسول ) ؟ إلا تعلم أن الانشقاق تعبير لا يصدق إلا على انقسام داخلي لمجموعة واحدة في الأصل ؟ فكيف يزعم الاعتباط وفي كل مورد يرد فيه ( الذين كفروا ) أنهم مشركو قريش ؟ إن الاعتباط يريد الايحاء أن الصراع كله مع أولئك الذين كانوا يعبدون الأصنام . وهل يفرق الاعتباط بين عبيد الطاغوت وعبيد الهوى وعبيد الأوثان وعبيد الذات ؟ كلا . مثلما لا يفرق بين الصنم والوثن وبين الشرك والكفر . وسورة محمد ( ص ) هي نسيج وحدها نسيج مستقل بمفرده لا يشبهه أي جزء آخر في القرآن إلا ذلك الشبه العام كونه ماء واحد من عند واحد . لأنها الوحيدة التي تنتهي عباراتها بالميم - ميم محمّد وميم الذي يواطئ اسمه اسم النبي ( ص ) . نعود إلى سورة الشعراء حيث ذكر يوم الدين على لسان إبراهيم ( ع ) ، فنلاحظ أن السورة قد شحنت بألفاظ ذات صلة بهذا الطور .
470
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 470