نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 464
وينطوي على تلك الدلالة لأنهم قد قالوا في اللغة - غَفَر المتاع إذا ادخله في الوعاء - وقالت العرب ( غَفَر الأمر أصلحه بما ينبغي أن يصلح به ) انظر القاموس والمغفرة بالكسر الوعاء الجمع مغافير . والجمُّ الغفير أي جميع القوم . وبصفة عامة أصل هذا اللفظ هو احتواء الشيء أو الأمر احتواءً كاملاً بشيء آخر . ولذلك فليسَ صحيحاً قول المعجم : غَفَر بمعنى سَتَرَ . وعلى ذلك فغفران الذنوب احتواءها ومنع تعاظمها ثم إصلاحها بغيرها . وهذا يستلزم أن يكون المغفور له ذنبه مبتلى بالأعمال الصالحة وقلةِ الراحة وربما كثرة المصائب . ومن هنا نجد كثرة من الموارد القرآنية أعقب فيها صفة الرحيم بعد صفة الغفور . فكأن السامع الذي يعي هذا المعنى تثقل عليه المغفرة لكثرة ذنوبه فيرى أنها تستلزم كثرة مثلها من الأعمال الصالحة ومواضع الابتلاء فتأتي صفة الرحيم لتخفف عنه ذلك إذ الرحمة تستلزم العطف ومضاعفة اليسير من الاعمال الصالحة مقابل الكثرة من الذنوب . وكذلك الخطايا فإنها من الخطأ وهي دون الذنوب في أنها لا تستلزم تبعات خارجية تحتاج إلى احتواء بل تحتاج إلى احتواء داخل النفس بتوجيه وتسديد من الله لاصلاح النفس فأخذت لفظ المغفرة . هذه بعض الموارد : أ . وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ( النور : من الآية 22 ) . لاحظ ارتباط المغفرة بالعمل والأخلاق .
464
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 464