نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 461
إن الألفاظ المتقدمة على ذكر يوم الدين ذات صلة بما مرَّ من خصائص وشروط لهذا الطور فلاحظ الألفاظ : رب العالمين - الخلق والهداية - الاطعام والسقاية - الموت والحياة - المغفرة يوم الدين . واضح جداً أن المغفرة لا تتحقق إلا في زمن التكليف ، فبعد التكليف لا يمكن التحدث عن المغفرة ، ولذلك لم ترتبط المغفرة مطلقاً وفي كل القرآن بيوم القيامة في أي مورد وهنا يتهاوى الاعتباط وترادفه المزعوم بين يوم القيامة ويوم الدين . ويؤكد هذه الحقيقة من جهة أخرى هذا الترتيب المقصود لفقرات الطلب فبعد ما طلب إبراهيم ( ع ) أن يكون من ورثة جنة النعيم طلب من الله قائلاً : ولا تخزني يوم يبعثون . ومعلوم أن هذا الترتيب منافٍ للبلاغة بل للمتعارف من الكلام لو كان يوم يبعثون هو نفس يوم الدين ، إذ كيف يخزيه بعد دخول الجنة ووراثتها ؟ إذ الجنة عند الاعتباط واحدة في القيامة فقط . وعلى هذا خرج الاعتباط قوله تعالى : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) ( الرحمن : 42 ) قالوا اللفظ مثنى ويراد به الواحد وزعموا أنه من أنواع المجاز ! بينما يجد الحل القصدي جنتين بالفعل في النظام القرآني الأولى منهما هي جنة الطور المهدوي والتي منها فقط يتم الدخول إلى جنة عدن في الملكوت السماوي والتي هي الجنة الثانية . بل لكل من هاتين المرحلتين جنتان على النظام الدقيق للقرآن لقوله تعالى ( ومن دونهما جنتان ) ويأتيك التفصيل في الفوارق بينهما في موضعه بإذن الله . ومن هنا ندرك سبب قوله عليه السلام : ( وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ) ( الشعراء : 85 )
461
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 461