نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 440
ويجيب السالكون وهم يطلبون منهم أن يشفعوا لهم لأنهم كانوا أصدقاء وأقارب في الحياة الدنيا يجيبون قائلين : " لم نك من المصلين . ولم نك نطعم المسكين . وكنا نخوض مع الخائضين . وكنا نكذّب بيوم الدين " . لم يقولوا لم نك نصلي بل لم نك من المصلين ، وهذا يدل على أنهم كانوا يصلون وربما يصلون أكثر من أصحاب اليمين ولكنهم بعد انكشاف الحقائق لم يدخلوا في المصلين . يتعجب التائبون لهذا الأمر ويأسفون جداً لذهاب اعمال اخوانهم هدراً فيحاولون أن يشفعوا لهم وبالفعل يقومون بكل ما يقدرون من اجراءات الشفاعة ولكن الله يقول " فلا تنفعهم شفاعة الشافعين " . إذن فالشافعون قد فعلوا وشفعوا ولكن لا تنفعهم وهذا لا يحدث إلا في مجموعة ظاهرها التقوى وباطنها النفاق وتتضمن أفراداً صالحين . تنطوي إجابة السالكين في سقر على تدرّج تصاعدي في الاعتراف بحقيقة فعالهم ينتهي في آخره بأكبر عمل إجرامي قاموا به وهو التكذيب بيوم الدين . إن أعمالهم مترابطة يكمل بعضها بعضاً في سلسلة من الجرائم . ويكتشف التائبون لأول مرة إن هؤلاء كانوا يعلمون أكثر منهم بما يّصح وما لا يَصح بيد أنهم كانوا بخلاء جداً بالمعرفة وكانوا لا يجيبون على الأسئلة إجاباتها الحقيقية ، ومن هنا يعلم التائبون ان هؤلاء قد حاولوا جهدهم في اضلالهم ولولا عناية الله لكانوا معهم فيزداد مقتهم لهذه المجموعة ويتركون التشفع لهم ، ففي محاورة أخرى يتقدم فيها المؤمنون تقدماً مطرداً باستعمال النور الذي يسعى بين أيديهم ، ويحاول المجرمون اللحاق بهم تنكشف الآيات أن المؤمنين قد عرفوا هؤلاء حق المعرفة فتجري هذه المحاورة :
440
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 440