نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 417
بالمزروعات ، خروج كنوز الأرض طول مدهش للأعمار ينتهي في أواخر هذا الطور بالغاء قانون الموت وظهور جنات الأرض ، حتى الملابس لا تخلق في الطور المهدوي لان قوانين الطبيعة تتغير بصورة شاملة ، وهي أحاديث سيأتي المزيد منها في موضعه . لقد أكدت أواخر سورة الذاريات على هذه الحقيقة : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) ( الذاريات : 56 / 58 ) ولكن كيف يحدث هذا التغيرّ ؟ هل يتم بصورة لا يدرك العباد المستخلفون كيف يحصل وبأي قانون ؟ كلاَّ ان الوضع الجديد هو وضع غريب كل الغرابة فهو مرتبط باختيارات الإنسان لا سواها ، انه وضع يمكن أن نسميه بالوضع الابتدائي . فعناصر الطبيعة ستعمل بطريقتين متناقضتين فهي جنة للذين آمنوا ونار وعذاب للذين كفروا ، ستكون الطبيعة وجهاً آخر للكتاب أي للقرآن فكما هُوَ هدى للمؤمنين فهو ضلال وعمى على الكافرين ومن هنا ربطنا في كتاب النظام القرآني بين هذا النظام والنظام الطبيعي المنشود فالذين كفروا بالقرآن لا تنفتح لهم مفاتيح الطبيعة مطلقاً وسيكونون تحت وطأتها والذين آمنوا بالقرآن سيتملكون هذه المفاتيح فهم وحدهم المتنعموّن في الأرض . ومن هنا تنقسم الأرض إلى قسمين قسم لهؤلاء وقسم لهؤلاء وهو ما أكده الحديث الذي رواه أبو هريرة والذي يأتي في موضعه . فهذه الإشارة تضمنتها واحدة من خصائص الذاريات هي قوته ( فالمقسماّت أمْرا ) . مراحل عمل الرياح في الطور المهدوي نلاحظ تكرار لفظ الريح في المأثور الذي يتحدث عن هذا الطور ، وهي عبارات تناغم النص القرآني ، ففي النص القرآني ارتبطت الرياح بالبشارة
417
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 417