نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 373
آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ) ( الأنعام : 83 / 89 ) وبإمكانك ملاحظة الألفاظ في الآيات للتأكد من المواضيع السابقة فلاحظ احباط العمل ولاحظ الروابط في الذريّة والانساب ولا حظ ان هؤلاء هم الذين آتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة . . فالزعم أن الكتاب يتصدى له أي فرد بعلمه الخاص من غير تفويض إلهي والزعم أن الحكم يتصدى له المخلوق بغير أمرٍ صريح هوَ شرك يفضي إلى الكفر فلاحظ تكملة الآيات : ( . . . أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكَّلنا بها قوماً ليسوا بها كافرين . . . ) . إذن فالسنة الإلهية جارية ومستمرة فالقرآن له حملة وقد خصص الله له من يوضّح أسراره للخلق ووكَّلَ للحكم والكتاب قوماً لم يكفروا بهذه السنة الجارية ولأنها حجة الله على خلقه فلاحظ ابتداء الآيات بالحجة : " وتلكَ حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه . . " . وبصفة عامة فأن موارد الحكم في القرآن تؤكد هذه الحقيقة لأنها في الواقع جوهر ما انطوى عليه التوحيد إذ لو كان للانسان اختيار كهذا أنتفي الفرق بين الخالق والمخلوق انما اختيار الإنسان في الفرع لا في الأصل . . بمعنى أن للانسان قدرة على اختيار ما اختاره الله أو اختيار سواه فهو حرّ من هذه الجهة فقط ولكن لا يمكن أن تتجاوز حريته الحد الذي يمكنه فيه تغيير اختيار الله أو اعتباره ما يُعجبه من الخيارات هُوَ خيار الله وهذا تفريق هام جداً تغافله المتشتدقون بالحرية والذين هم ألدّ أعداءها . فمثل هذا التفريق معلوم ومنفذّ بالسليقة بين الناس إذ لو ادعى الابن أن ما يفعله دوماً سيرضي
373
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 373