responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 357


لأجل الدين بما في ذلك أن بعض أفرادها يقاتلون في ( سبيل الله ) حسب تصورها .
لكن أعمالها كلها تحبط في النهاية ولا يقيم لهم الله يوم القيامة وزناً بخلاف ما اعتقدوا أو أعتقد فيهم الناس لأنها كفرت بآيات الله . لماذا ؟ إذ قد تقول إنها إذن فئة غافلة عن حالتها فهي لا تعلم أنها في ضلال وعملت ما عملت بنوايا صالحة وحسنة فلماذا لا تحاسب عن نواياها أليست القاعدة : " انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئٍ ما نوى ؟
والجواب : نعم هذا بالضبط هوَ ما أوقعها وجعلها من الأخسرين أعمالاً ، فهي إذ آمنت بالدين لم يكن إيمانها إلا لإظهار ذاتها وتحقيق مأربها فأخذت منه ما أرادت وتركت منه ما لا يلائم انتفاخ ( الأنا ) في داخلها فاعتقدت أنها تقّيم الدين بمفردها بمعزل عن الإرادة الإلهية .
فهي لا تؤمن أن الله قد حَتَّمَ تحقيق هذا الدين حتماً بطريق معين بل ترى أن تحقيقاً منوط بها ومن هنا كفرت بآيات الله .
ان الخط الفاصل بين الكفر والإيمان هوَ خط دقيق جداً ، وما الصراط والحديث عن كونه ( أدق من الشعرة وأحد من السيف ) إلا تعبيراً دقيقاً آخر لضيق هذا الخط بحيث أن الميل عنه قَيَّدَ شعره يهوي به في قعر جهنم .
ليس في هذا التحديد حرج كما تتصور . لان هذا التحديد لا يخص الاعمال مطلقاً فان الله يرضى بالقليل من العمل ويجازي عليه ما لا يخطر على بال ويغفر الكثير من الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر وسلاسل الجبال !

357

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست